Sponsored by TACHLIK

www.facebook.com/ tachlik

mardi 17 avril 2012

من أنا؟



لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة" يقولها ثم يمضي ، يسير وحيداً بين همسات الصباح و بين أحلام اليقظة ، يرفع يديه إلى السماء، يدعو الله تثبيت الخطى  ويرمي ورأه ما مضى ، يمشي بكل عناء، كيف لا وقد أكل الدهر من روحه وجسده ما ابتغى لم يترك له من فتات الفرحة غير الذكرى ومن أيام العزة غير الدواء ،  دواء الروح أم دواء الألام ،  ألام الروح أم ألام ما تبقى له من أعضاء ، سئم حذأه المشي وراء الحياة ، سئم قميصه مخلفات العرق و أنين الغبار ،  حتى سئمه الغبار و أكلت تجاعيد وجه ما تبقى له من ملامح الحياة ثم يصل بكل عناء ليرتمي كالجثة فوق طاولة الحياة ينظر إليها  وتنظر إليه، يبتسم لها فيعلو صوت صياحها المقهى و ترمقه نظرات البؤس من كل مكان ويصيح زميله في الكفاح ، رفقاً بها فقد حملتك سنين المشقة و العياء و وصفت لك الداء والدواء ، قم فقد سكبت لك نصيبك من مرارة الحياة ، قم ولا تكفر بنعمة السماء ، بقي على حاله يتأمل وينظر إلى زميله و وتبصَّر فيه مليًّا ليتحقّق ويستيقن منه بإمعان فوجد نفسه أمام المرآة
،  مرآة الحياة وقد عكست له المأساة من أنا؟ يتسائل ككل صباح فهو  يرى نفسه دائماً بأعين الآخرين ويتذكر القليل من سكرات الممات ويبدأ في إحراق ما تبقى له من قلب بحشيش كله سواد ، سواد كالذي يغمر يديه ، سواد كالذي  اِكْدرّ كأس العلقم فتذوق منه مرارة الحياة  ونظر داخله يبحث عن جواب ، من أنا ؟ ويبدأ في إسترجاع صفحات الأيام ، بل هي صفحة واحدة كتب عليها منذ الطفولة : المشقة ، العناء

 ... ثم يمضي في سبيل الحياة




Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Enterprise Project Management